القصة الكاملة لتبرؤ الطريقة التيجانية من الشيخ صلاح التيجاني
في الآونة الأخيرة، تزايد الحديث على وسائل التواصل الاجتماعي حول الشيخ صلاح الدين محمود أبوطالب، الذي يعرف بين الناس باسم “صلاح التيجاني”. وعلى إثر هذا الجدل، أصدرت مشيخة الطريقة التيجانية في مصر بيانًا رسميًا لتوضيح موقفها من الرجل الذي يدعي تمثيل الطريقة. في هذا المقال، سنتناول تفاصيل البيان ونوضح الأسباب الكامنة وراء قرار المشيخة بالتبرؤ من صلاح التيجاني.
من هو صلاح التيجاني؟
صلاح التيجاني، كما يسمي نفسه، هو شخص ظهر منذ سنوات في الساحة الدينية المصرية، متخذًا من الطريقة التيجانية الصوفية مرجعية له. لكنه، مع مرور الوقت، بدأ يروج لأفكار وسلوكيات تتناقض مع تعاليم الطريقة الصوفية التقليدية، مما أثار تساؤلات حول حقيقة انتمائه للطريقة.
على الرغم من ادعاءاته بأنه يحمل لواء الطريقة التيجانية في منطقة إمبابة، إلا أن المشيخة الرسمية للطريقة كانت واضحة في موقفها منه، حيث أكدت أنه لا يمثل الطريقة بأي شكل من الأشكال، وأن سلوكياته كانت محل رفض وشكوك منذ فترة طويلة.
لماذا تبرأت الطريقة التيجانية من صلاح التيجاني؟
في بيانها الأخير، أوضحت مشيخة الطريقة التيجانية في مصر أن صلاح التيجاني قد تم فصله رسميًا عن الطريقة منذ عام 2017، وتم تأكيد هذا الفصل مجددًا في عام 2019. والسبب وراء هذا القرار يعود إلى انحرافات في معتقدات وسلوكيات صلاح التيجاني، التي رأت المشيخة أنها لا تتوافق مع القيم الروحية والدينية التي تقوم عليها الطريقة.
كما أن المشيخة أشارت إلى أن صلاح التيجاني قد تسبب في تضليل بعض الشباب في منطقة إمبابة، حيث استخدم اسم الطريقة التيجانية لتحقيق مصالحه الشخصية، مما زاد من حدة الخلاف بينه وبين مشيخة الطريقة.
الزاوية التيجانية الكبرى: الجهة الرسمية للطريقة
في بيانها، أكدت مشيخة الطريقة التيجانية على أهمية الرجوع إلى المصادر الموثوقة والمعتمدة للحصول على المعلومات الصحيحة حول الطريقة. وأشارت إلى أن الزاوية التيجانية الكبرى في منطقة المغربلين هي الجهة الوحيدة المخولة بتمثيل الطريقة التيجانية في مصر.
هذا التوضيح جاء في ظل انتشار معلومات مغلوطة وأخبار غير دقيقة عن الطريقة والتيجاني على منصات التواصل الاجتماعي. وأكدت المشيخة على ضرورة تحري الدقة في نشر الأخبار، وخاصة المتعلقة بالقضايا الدينية.
تأثير السلوكيات المثيرة للجدل لصلاح التيجاني
واحدة من أبرز النقاط التي أثارت غضب مشيخة الطريقة التيجانية وأتباعها هي السلوكيات المثيرة للجدل التي ارتكبها صلاح التيجاني. فقد تداول البعض أنه يسعى للتأثير على الشباب في منطقة إمبابة بأساليب غير مقبولة في المجتمع الصوفي، وهو ما اعتبرته الطريقة خيانة للقيم التي تدعو إليها.
تستند الطريقة التيجانية، كغيرها من الطرق الصوفية، إلى تعاليم الشريعة الإسلامية وإلى الالتزام بالقيم الروحية العالية. ولكن، بحسب ما جاء في البيان، فإن صلاح التيجاني قد خالف هذه القواعد من خلال أفعاله وسلوكياته، مما استدعى تبرؤ الطريقة منه علنًا.
الدروس المستفادة من هذه الواقعة
تبرؤ مشيخة الطريقة التيجانية من صلاح التيجاني يمثل درسًا مهمًا حول أهمية الالتزام بالتعاليم والقيم الروحية التي يدعو إليها الإسلام. الطرق الصوفية، وعلى رأسها الطريقة التيجانية، تسعى دائمًا للحفاظ على نقاء الفكر والمعتقد، وأي محاولة للخروج عن هذه المبادئ يتم مواجهتها بحزم.
كما يوضح هذا الحدث ضرورة التحري عن المعلومات من مصادر موثوقة، لا سيما في الأمور الدينية التي قد يكون لها تأثير كبير على الأفراد والمجتمعات. فالاعتماد على الأخبار المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي قد يؤدي إلى انتشار الشائعات والمعلومات الخاطئة.
خاتمة: تبرؤ الطريقة التيجانية من صلاح التيجاني ليس مجرد خطوة عابرة، بل هو إعلان واضح عن التزام الطريقة بقيمها ومبادئها الروحية. سلوكيات الشيخ المذكور كانت بمثابة تهديد لهذه القيم، مما جعل المشيخة تتخذ موقفًا صارمًا حياله. يبقى الأمر الآن بيد المتابعين للتحقق من المعلومات التي يتم تداولها حول الطرق الصوفية وأتباعها، والعودة دائمًا إلى المصادر الرسمية لتفادي الوقوع في فخ التضليل.