وفاة الشيخ محمد العليط: تفاصيل حياته وأثره الكبير في تعليم القرآن الكريم
توفي الشيخ محمد العليط عن عمر ناهز 95 عامًا، مخلفًا إرثًا كبيرًا من العلم والمعرفة التي سعى لنقلها لجيل بعد جيل. الشيخ محمد العليط لم يكن مجرد عالم دين عادي، بل كان شخصية استثنائية جسدت في حياته حب العلم وخدمة القرآن الكريم. في هذا المقال، سنستعرض أهم محطات حياته، الأسباب وراء وفاته، والتأثير الكبير الذي تركه على من عرفوه أو تتلمذوا على يديه.
ما هو سبب وفاة الشيخ محمد العليط؟
توفي الشيخ محمد العليط بسلام لأسباب طبيعية مرتبطة بتقدمه في العمر. بعد أن عاش حياة مليئة بالعطاء والتفاني في خدمة الدين، جاءت وفاته كخاتمة لطريق طويل قضاه في تعليم الناس وتفسير القرآن الكريم. كانت وفاته صدمة لمجتمعه، خصوصًا أنه كان يشكل رمزًا للاستقامة والعلم. وقد صلى عليه آلاف الناس في جامع “محمد بن عبد الوهاب” بمدينة بريدة، حيث كان للجنازة حضور كبير يعكس مقدار المحبة والاحترام التي كان يحظى بها.
رحلة الشيخ محمد العليط في طلب العلم
الشيخ محمد العليط بدأ مسيرته في طلب العلم منذ نعومة أظافره في مسقط رأسه “بريدة”. تتلمذ على يد العديد من الشيوخ والعلماء البارزين في عصره مثل الشيخ عبدالله بن حامد، والشيخ محمد بن صالح المطوع، والشيخ صالح السكتي. هؤلاء العلماء كانوا مناراته الأولى في رحلته، وبعد أن تعلم القرآن وعلومه، أخذ على عاتقه مسؤولية نشر العلم وتعليم الأجيال الجديدة.
لم يتوقف الشيخ عند التعليم التقليدي، بل سعى إلى تطوير نفسه والالتحاق بمؤسسات علمية مرموقة. تخرج في المعهد العلمي في بريدة، ثم توجه إلى الرياض حيث التحق بكلية الشريعة، ليصبح من بين أبرز علماء الدين في عصره. كما كانت له مكانة مرموقة في تفسير القرآن الكريم وتعليم الفقه.
الأنشطة والدروس التي قدمها
كانت حياة الشيخ محمد العليط تدور حول المسجد والقرآن. كان حريصًا على أداء الصلوات وإلقاء الدروس الدينية في المساجد. لم يكن يغادر المسجد إلا في حالة أداء العمرة أو الحج. في شهر رمضان المبارك، كان يحرص على ختم القرآن الكريم يوميًا، مما يبرز التزامه العميق بالدين.
كان الشيخ يعقد دروسه الدينية في عدة مساجد، بدءًا من مسجد ناصر في جنوب مسجد بريدة، ثم انتقل إلى مسجد الشيخ صالح المطوع. هنا قضى سنواته الأخيرة في تفسير القرآن وتعليم العلوم الشرعية. حضر دروسه عدد كبير من طلاب العلم الذين كانوا يأتون للاستفادة من علمه وتجربته الطويلة.
الصفات الشخصية للشيخ محمد العليط
تميز الشيخ محمد العليط بأخلاقه العالية وتواضعه الكبير. كان لطيف المعشر، نقي القلب، ودائم الابتسام. علاقته بالناس كانت مبنية على المحبة والاحترام، وقد شهد له الجميع بحسن الخلق والصبر. كان يعتبر القرآن الكريم ليس فقط كتاب علم، بل أسلوب حياة، وقد طبق هذه الفكرة في تعامله اليومي مع الناس.
لم يكن يسعى وراء الدنيا أو المناصب، بل كان همه الأول والأخير هو نشر العلم وتعليم القرآن. كان يلقب بأنه “الشيخ الذي هرب إلى الله”، حيث ابتعد عن مغريات الحياة وكرس نفسه للعبادة والتعليم.
التأثير الكبير لوفاة الشيخ
ترك الشيخ محمد العليط فراغًا كبيرًا بعد وفاته. كان لرحيله تأثير عميق على تلاميذه ومجتمعه، حيث كان يعتبر مصدرًا للحكمة والعلم. حضر جنازته الآلاف، مما يعكس مدى التأثير الذي تركه على الناس. الجميع شهد له بتفانيه في خدمة الدين وحرصه على تعليم القرآن الكريم.
وفاته كانت بمثابة تذكير للجميع بقيمة العلم والعلماء في المجتمع، وكيف أن العلماء الحقيقيين هم من يكرسون حياتهم لنشر المعرفة والالتزام بالدين.
خاتمة: الشيخ محمد العليط كان نموذجًا للعالم المتفاني الذي عاش حياته في خدمة القرآن وتفسيره. وفاته تركت أثراً كبيرًا في قلوب الناس، لكن إرثه سيظل حيًا من خلال الأجيال التي تعلمت على يديه. نسأل الله أن يتغمده برحمته وأن يسكنه فسيح جناته.