سبب وفاة الشاعر عبد الجبار العش: صراع طويل مع المرض ينهي حياة أحد أعلام الأدب التونسي
في يوم حزين للساحة الأدبية والثقافية في تونس، رحل عن عالمنا الشاعر والروائي الكبير عبد الجبار العش، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا غنيًا ومسيرة حافلة بالإبداع. عبد الجبار العش، الذي وافته المنية يوم الثلاثاء 24 سبتمبر 2024، بعد صراع طويل مع المرض، كان من أبرز الأسماء الأدبية في تونس، حيث ترك بصمته المميزة في عالم الشعر والرواية. دعونا نلقي نظرة على حياته، أعماله، والأسباب التي أدت إلى وفاته.
رحلة حياة الشاعر عبد الجبار العش
ولد عبد الجبار العش في 27 يونيو/ حزيران 1960 في مدينة صفاقس التونسية، وكرّس حياته للإبداع الأدبي. تميز بأسلوبه الفريد والمواضيع التي تتناول هموم المجتمع العربي، مما جعله أحد أبرز الأدباء التونسيين. بدأ العش حياته الدراسية في معهد ترشيح المعلمين بتخصص التربية البدنية، وعمل معلمًا للتربية البدنية لفترة من حياته، لكنه كان يجد في الأدب ملاذًا للتعبير عن أفكاره ومشاعره.
مسيرة أدبية حافلة بالأعمال والإنجازات
عبد الجبار العش كان له تأثير كبير على الأدب التونسي، حيث ألّف العديد من الكتب التي لاقت استحسانًا كبيرًا من القراء والنقاد على حد سواء. من بين أبرز أعماله:
- “جلنار” (1998): مجموعة شعرية تميزت بعمقها ورقتها، حيث عبّر فيها عن مشاعره وأفكاره بشكل إبداعي.
- “وقائع المدينة الغريبة” (2000): رواية نالت إعجاب النقاد والقراء، وحصلت على جائزة الكومار الذهبي في عام 2001.
- “أفريقستان” (2002): رواية تتناول قضايا المجتمع بأسلوب أدبي فريد، حازت على إعجاب واسع في الأوساط الأدبية.
- “محاكمة كلب” (2008): رواية تم ترجمتها إلى الفرنسية، تميزت بعمق فكرتها وانتقادها اللاذع للمجتمع.
صراع مع المرض ووداع مؤلم
توفي عبد الجبار العش بعد صراع طويل مع المرض، حيث ظل يقاوم آلامه بصمت، متشبثًا بالحياة رغم الظروف الصحية الصعبة. وفاته أثارت حزنًا كبيرًا في الوسط الأدبي والثقافي التونسي، حيث نعاه زهير المغزاوي، معبرًا عن أسى عميق لفقدان أحد أعمدة الأدب التونسي.
ردود الفعل على وفاة عبد الجبار العش
توالت ردود الفعل على وفاة الشاعر عبد الجبار العش من مختلف الأوساط الثقافية والأدبية. ونعى الأدباء والكتاب التونسيون والعرب رحيل العش بكلمات تعبر عن الحزن والأسى لفقدان هذا القلم الذي أثرى المكتبة العربية بكتاباته المتميزة. كما عبر الكثيرون عن تقديرهم لإسهاماته الأدبية والثقافية، مؤكدين أن وفاته تمثل خسارة كبيرة للساحة الأدبية التونسية.
إرث أدبي خالد
رغم رحيل عبد الجبار العش، إلا أن أعماله الأدبية ستظل خالدة في ذاكرة القراء ومحبي الأدب. ترك خلفه إرثًا أدبيًا مميزًا يعكس واقع المجتمع التونسي والعربي ويعبر عن قضايا إنسانية بعمق وفلسفة خاصة. ستبقى كتاباته مرجعًا للأجيال القادمة، ومصدر إلهام لكل من يسعى لدخول عالم الأدب.
الختام: وداعًا عبد الجبار العش
بفقدان عبد الجبار العش، تفقد الساحة الأدبية التونسية أحد أعمدتها، لكن إبداعه سيبقى شاهدًا على عظمة موهبته وإخلاصه للأدب. رحل العش، لكن كلماته ستظل حية بيننا، تروي قصصًا وتفتح آفاقًا جديدة في عالم الأدب. نتمنى أن يجد الراحة الأبدية، وأن يستمر إرثه في إلهام الأجيال القادمة.